محمد منير - علامة فارقة فى المزيكا المصرية | السيد أحمد
المزيكا المصرية بدأت منذ تكوين الدولة المصرية أيام المصريين القدماء وقد استخدم المصري القديم العديد من الآلات الموسيقية مصحوبة برقصات في الاحتفال بالأعياد المختلفة.
ومع تقدم الزمن ومرور المصريين بأكثر من عصر واحتكاكهم بثقافات كثيرة كالإغريق والرومان وحتى الفتح العربي ظلت المزيكا جزء مهم من حياة وتقاليد الشعب المصري ويتم استخدامها فى الاحتفالات المختلفة الدينية منها والزواج والسبوع وغيرها.
شهدت الموسيقى المصرية تطور ملحوظ إبان حكم محمد علي باشا وقد أبدت الأسرة العلوية أهتمام بالغ بالمزيكا خصوصًا الخديوي اسماعيل الذي استضاف الموسيقيين والمطربين في قصره مثل عبده الحمولي وفي عهده تم إنشاء دار الأوبرا.
في أوائل القرن العشرين ظهر الموسيقار الشاب سيد درويش والذي يعتبر علامة فارقة في تاريخ المزيكا المصرية والذي يرجع الفضل الكبير له في تطوير الموسيقى المصرية وقد عمل درويش على تخفيف التجلي في الأغنية المصرية وخلق أغاني لا تتعدى مدتها الخمس دقائق بالطبع كل هذا كان متزامنًا مع ظهور الأسطوانات والتي كانت نقلة نوعية في الموسيقى لم يتمتع بها المطربين الأوائل أمثال عبده الحامولي.
كانت أغاني سيد درويش تعبر بشكل صادق عن الثقافة المصرية في مطلع القرن العشرين والتي كانت عن العمال والصنايعية والفلاحين المصريين وتفاصيل حياتهم وقتها وكانت أيضًا عن مكافحة المحتل الأنجليزي وبالطبع لم تخلو من الرومانسية وكلام عن الحب والحبيب.
يتشابه بطل المقال تشابه كبير مع سيد درويش حيث أن محمد منير بالفعل قد صنع بصمته الفارقة في تاريخ المزيكا المصرية فلم تخلو أغانيه من الكلام عن الحرية والحلم وتقديم صورة جميلة عن ثقافة الجنوب المصري وأيضًا الرومانسية الجميلة كل هذا بصورة أحدث بكثير من الموسيقى التي أعتاد المصريين سماعها قبله حيث صنع مزيج رائع من موسيقى الجاز والموسيقى النوبية باستخدام آلات حديثة.
ظهور محمد منير جاء في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينيات حيث كانت الحاجة ملحة لظهور مزيكا جديدة مختلفة عن تلك الرتيبة التي كانت مسيطرة منذ أوائل القرن العشرين.
بالطبع تلك المزيكا مثلما كانت جديدة تمامًا كانت أيضا ذات جودة عالية بسبب الطريقة وصوت محمد منير المميز الرائع.